الوسواس القهري، علاج الوسواس القهري، الأفعال القهرية تم النشر 2021-01-27
تهدف هذه النشرة لتعريفكم بالوسواس القهري، حيث أن علاج الاضطرابات النفسية عادة يبدأ بمعرفة طبيعة الاضطراب، لعمل خارطة علاجية واضحة توضح كل الاتجاهات وأهداف الوسائل العلاجية.
لنعطي مثالا يسهل تعريف الوسواس القهري أولا، هل سبق وأن قدمت امتحان وبعد انتهاء الامتحان وجدت نفسك متشكك في إجابة أحد الأسئلة ولكنك أيضا غير متذكر لإجابتك بشكل واضح، وبقيت متشوشا بين شكك بالإجابة وعدم تذكرك بشكل واضح لها؟؟
هذا مما قد يحدث في حالة الوسواس إلى حد ما، المريض سيكون في حالة شك حول أعمال معينة قام بها مع عدم قدرته على تذكر ما قام به فعلا، كأن يتردد إذا ما كان أغلق باب بيته بالمفتاح أم لا، وشعوره أنه غير قادر على التذكر، مع فارق أساسي وهو أن المريض عندما تراوده الفكرة القهرية وهي التسمية الأكثر دقة فهي تلح بشكل تكراري مزعج ويبقى الشخص في 80 بالمئة من الحالات مدركا أن الفكرة غير صحيحة لكنها ملحة بشكل مزعج يسبب الشعور بحالة من القلق.
تكون الأفكار القهرية عبارة عن حديث داخلي بوجوب عمل الأشياء ضمن معايير محددة دقيقة، أو تكون عبارة عن تشكك بمدى صحة عمل ما "مثل النظافة".
والأفكار القهرية قد تأتي على شكل صور ذهنية مزعجة مثال على ذلك "تخيل أحد أفراد الأهل يتعرض لحادث"، وتكون هذه الصور الذهنية كمقطع مصور وسريع، وفي بعض الأحيان تكون من القوة بحيث يعتقد الشخص بحقيقتها.
وقد تكون الأفكار القهرية مرافقة لرغبة قوية لعمل شيء.
وتأتي كأنها أمر محدد لعمل ما كأن يشعر الشخص بضرورة لمس وإعادة لمس شيء ما أو الاحتكاك أثناء مروره من جانب طاولة بها وبشكل يأتي كأمر ذهني مرافق برغبة قهرية كأنه مجبر وليس له أي خيار لهذا العمل.
وتأتي صعوبة هذا الأمر كون الأفكار أو الصور القهرية تكون ملحة ومتكررة.
يكمن الفرق الأساسي تحديدا في مدى تكرار وإلحاح الفكرة والذي وصفه أحد مراجعينا بالوصف التالي: "أنا أميز الفكرة الوسواسية لأنها تعلق في الذهن ولا يعود أي شيء آخر يشغل ذهنك غيرها"، وهذا ما يحدث فعلا وصف أحد الباحثين ذلك: "كأنك تشغل مقطع فيديو وتجد الجهاز قد علق على مشهد محدد يعيد فيه دون انتقال لمشهد جديد ودون قدرة على إطفاء الجهاز"، وهذا مرافق لأزدياد درجة القلق والذي نميزه بأعراض جسدية معينة.
تشمل الأعراض:
في أحد التدريبات المتقدمة في علاج الوسواس والذي قامت به الجمعية الأوروبية للعلاج السلوكي المعرفي في عام ،2013 كان أحد أهم الباحثين يقدم لنا ورش تدريبية، وطلب كنشاط تدريبي أن يقوم المتدربين بكتابة اسم لأعز شخص عليه، وبعد ذلك طلب كتابة جمله مفادها التالي "أتمنى أن أرى -(اسم الشخص العزيز)-يقتل أمامي الآن شر قتل" وقد رفض معظم المتدربين رغم أنهم معالجين محترفين ذلك، فشرح أن هذا ما يحدث عمليا لدى المرضى فهو قد تخطر في ذهنه فكرة مؤلمة مفادها أنه يفقد شخص عزيزا ثم يأتيه حديث قهري داخلي يخبره أنه يتمنى ذلك فيحاول أن يرفض ذلك.
لكن كما قلنا فلقد علق المشهد بشكل يتكرر عل ذهنه هذا المقطع بإلحاح مزعج فيلوم نفسه بشدة ويتهمها بأنه إنسان سيء لما يفكر به ظنا منه أنه سبب الأفكار، وهذا ما يحدث في الأفكار القهرية ذات المحتوي الديني والعقائدي، أو أفكار توقع الأذى للذات أو الآخرين.
ولذلك فالهدف العلاجي الأساسي أعاده القدرة الذهنية للشخص للانتقال من الفكرة الوسواسية لأي فكرة أخرى بسهولة دون أن "تعلق "الفكرة بذهنه بشكل مزعج يسبب قلقًا".
انتظرونا بإذن الله في حديثنا عن السلوك القهري والهدف العلاجي لذلك.
هل سبق أن قمت باستخدام أداة حادة (سكين على سبيل المثال) وبعد انتهائك منها وجدت نفسك حريصاً جداً في طريقة إعادتها لمكانها، والتأكد من أنها في وضع صحيح حتى لا يؤذي أي أحد؟
أو قد تكون فعلت ذلك أثناء استخدامك لمادة كيميائية سواء للتنظيف أو للقضاء على الحشرات فأصبحت حريصاً بشكل كبير جداً على الطريقة التي تستخدم بها المادة، وعلى طريقة تخزينها.
إن الأفعال القهرية تعكس في واقعها فكرة مفاده اجتناب الأذى كما في الأمثلة السابقة، ولكن ذلك يحدث بطريقة مكرره أكثر من اللازم وبحرص مبالغ به، فنرى شخصاً ما يكرر غسل اليدين بطريقة تستغرق وقتاً وجهداً كبيرين، والأهم أن ما يقوم بغسل يديه لأجله ليس بالأمر الملوث أو القذر، ويشعر الشخص كأنه مجبر على تكرار السلوك مرات ومرات، وبطريقة مبالغ في دقتها، وعادة ما يتوقف الشخص بعد شعوره بشدة الأعياء وأنه لن يصل إلى ما يشعر بأنها النقطة الصحيحة لإنهاء السلوك، أو أنه يشعر بأنه قد قام بالفعل الصحيح والذي يكون مقارنة بوضع الأخرين مبالغ فيه وأي مبالغة.
للأفعال القهرية عدة أشكال، منها:
وهذه بعض الأمثلة فقط، لكن شرط تعريف أن السلوك قهرياً هو كون هذا السلوك يتكرر لنفس الأمر أكثر من مرة دون الحاجة لذلك، وبطريقة تشعر الشخص بأنه مجبر ولا خيار له الا أن يعيد ويكرر حركة ما أو فعل ما أو تصرف ما، أما الهدف العلاجي الأساسي للفعل القهري، فهو زيادة قدرة الشخص على التحكم بالسلوك بحيث يمتنع عن فعل أي سلوك ما دام إجباريا ولا داعي لتكراره.
قبل أن نتحدث عن الخطوة العلاجية الثالثة، هل قمت بإتمام الخطوة الثانية؟
هل عملت القائمة للسلوكيات الوسواسية وجربت مواجهة الاقل شدة من هذه السلوكيات؟
نعاود التأكيد أن أهم أسلوبين علاجيين تم الاتفاق علميا وبحثيا على درجة نفعهما هما:
أما بالنسبة للطقوس الوسواسية فقد تبدأ بالإمتناع عن سلسلة الطقس الوسواسي، مثل بعض الوساوس التي يتبعها أعمال محددة ومرتبة بطريقة محددة.
لذلك يجب الامتناع عن أجزاء هذه السلسلة جزء جزء، أحد مراجعاتي كانت السلسلة لديها بأنها عندما تستفيق صباحا يجب أن تجلس على سريرها بشكل محدد ثم يجب أن تلمس طرف السرير وبعدها تنهض بطريقه محددة وتسير على أطراف أصابعها وتلمس أغراض محددة في غرفتها وتسير للحمام ......كان عدد أجزاء السلسلة لديها40 فعل قهري وساعدنها الامتناع عن أجزاء هذه السلسلة جزء جزء كل أسبوع نختار جزء ضمن برنامجها العلاجي لهذا الطقس الوسواسي.
فحدد الطقوس الوسواسية لديك والسلسلة للطقس الوسواسي وتخلص منها جزء جزء بالامتناع عن الاستجابة لكل جزء في كل مرة.
يرجى الانتباه أن الملل والضجر هو أهم شعور يساهم في عدم المتابعة في علاج الوسواس، أما التأجيل للمهمات والمعالجات فهو السبب الثاني في ازدياد مشكلة الوسواس وعدم المتابعة علاجيا.
عملية العلاج للوسواس توصف كما يلي (كثير من الجهد والانزعاج لحدوث تقدم تدريجي بطيء جدا)، ومع ذلك فكل من أخذ بالأسباب وبدأ العلاج بنية وعزيمة واجتهد للمتابعة ما استطاع وفق خلال سنة علاجية ليجد تحسنا مرضيا، لذلك انتبه أخي و أختي لجعل المعالجة وطلبها والمتابعة فيها أولوية قصوى، لتحصل على ما تصبو له بإذن الله.
دمتم بخير.
الكاتب
د. يوسف مسلمالمدقق
إسراء شحادةد. يوسف مسلم؛ اختصاصي العلاج السلوكي والنفسي
اعرف إن كنت تفكر بهذا النمط.
كيف أنقذ شخصا يعاني من الاضطراب؟ تابع معنا الجزء ا...
الجزء الثاني من أنواع الاضطراب لدى الإنسان.
كيف يؤثر علينا الانتقاء السلبي ما طريقة التعامل مع...
الجميع يحرص على حماية أطفاله من الأمراض، لكن كم نص...
لا يمكننا الاستغناء عن النوم، تعرف على فوائده للجه...
اقرأ حول دور النوع الجنسي في خطر الإصابة ببعض الأم...
الشخير مشكلة صحية قد تكون خطيرة ودليل على انقطاع ا...