أنماط التفكير، تشويه التفكير تم النشر 2021-01-27
إن التفكير هو أحد وظائف الدماغ، ووسائل العقل، للوصول إلى مرتبة الارتقاء السلوك البشري، والحكم على الأمور، وتقدير العواقب، وتوقع النتائج.
لكن هذا التفكير قد يكون بطريقة صحيحة أو بطريقة خاطئة وكما نقول في علم الطب النفسي قد يقع ضمن عدد من الأنماط التي قد تعتبر أفكارا مشوهة.
نمط التفكير الاستدلال الانفعالي عبارة عن نمط التفكير الذي يقود الشخص لرؤية الأمور بناءً على انفعاله و ما يشعر به هو، وليس بطريقة منطقية و تفكير واقعي، فما يشعر به الشخص يكون بالنسبة له دليل لإثبات الوقائع.
في حياتنا اليومية، نرى الكثير من الناس يتحدثون حول مفهوم النظر للنصف الفارغ من الكأس، وهذا من أقرب الأمثلة لتوضيح هذا النمط من التفكير، من يصابون بالانتقاء السلبي، يبحثون عن التفاصيل السلبية في الأحداث والمواقف والتعاملات والتفاعلات، كأنهم يضعون نظارة سوداء ولا يريدون أن يروا إلا السواد، ويتجاهلون أي إيجابيات.
من المعتاد أن نرى شخصاً ما يصف نفسه بوصف ما، أو يصف شخصا آخرا بوصف مثل "فاشل"، بناءً على سلوك محدد قام به هذا الشخص وفشل فيه، والحقيقة أنه ليس بالضرورة أن يعبر سلوك محدد عن طبيعة الشخص ككل، ففشلنا في أمر محدد لا يعني أننا فاشلين على الدوام، فالوصف وإساءة الوصف تعني، أن نقوم بوصف شخص ما أو أنفسنا بصفة شاملة، بناءً على سلوك محدد في موقف محدد.
لكل منا تجاربه في الحياة، وقد نرى أن من آثار تجربة سيئة، أن يتوقع الشخص أن النتائج ستكون سيئة في الأحداث والتجارب المشابهة، فنرى فلان يقول: لا تتعامل مع أهل منطقة كذا، فهم لا يوفون بعهدهم على سبيل المثال، وهذا الكلام يكون بسبب تعامل هذا الشخص مع أحد أهالي هذه المنطقة وتعرض لمثل هذه التجربة، و التي أصبح يعمم نتائجها على كافة أهل هذه المنطقة فيما بعد، وبالتالي يكون نمط تفكير الشخص مبني على موقف محدد، ويقرر من خلاله أن كل شيء سيكون بنفس الصورة مستقبلاً .
تعتبر قدرة الشخص على الاعتراف بخطئه وذنبه، من أعلى ما يمكن تقديره، لكن نرى أن بعض الناس يبالغون في درجه تحملهم لمسؤولية ما يحدث معهم، أو من حولهم، ويتهم نفسه على كل خطأ فيقول: أنا السبب، إنه ذنبي، مع العلم أن كثير من الأمور التي قد يحمّل نفسه مسؤوليتها في واقع الأمر ليس ذنبه، وحتى ليس له قدرة على التحكم بها.
هنالك من يصف الأمور بأن الأمر سيكون رهيبا، أو مخيفا، أو مفزعا، أو أنه لا يتصور أن هذا أمرا ما يمكن أن يحدث، وهذا من الممكن أن يكون واقعياً في بعض الأحيان، لكن في حالة التفكير الكارثي، فإن الشخص يكون كأنه ينظر من منظار مكبر للأمور فيراها أكبر من حجمها الطبيعي، فالشخص لا يكون موضوعياً في تقدير حجم أو قيمة الأمور بل مبالغ جدا.
في بعض الأحيان، نعقد الأمور، من خلال وضع كلمات من مثل (يجب، لازم، مفروض، ينبغي ....)، وتسمى هذه العبارات بعبارات الوجوب، حيث أننا إذا ما افترضنا معايير محدده للأشياء بربطها الزاما بعبارات الوجوب، سنشعر بالإحباط إذا حدثت الامور بأقل من هذه المعايير، وقد تكون عبارات الوجوب في مكانها الصحيح عند النظر لمعايير الحلال و الحرام، أو عند النظر للقوانين، فيجب الوقوف عندما تكون الإشارة حمراء في الشارع، لكن لا يجب أن تكون معايير حكمنا على الناس جامدة وعالية بشكل دائم بحيث لا يمكن الوصول لها وليس فيها مرونة.
في حياتنا اليومية، تمر علينا بعض المواقف حيث نرى شخصاً ينبه الآخر أثناء حديثهما (لا تتسرع في توقع النتائج)، وهذا تنبيه بألا نقفز للنتائج، حيث أننا في بعض الأحيان نتوقع نتيجة ما دون أن يكون هنالك دليل فعلي أن هذه النتائج صحيحة، لدرجة أنه في بعض الأحيان نتوقع أننا إذا كان لدينا حدس حول شيء ما، فبالضرورة أن حدسنا صحيح، هنالك أوقات يكون قفزنا فيها للنتائج غير صحيح، أو أن نقفز فيها لنتائج غير صحيحة، وهذا يحدث بطريقتين من القفز للنتائج، تسمى الأولى بقراءة الأفكار، والثانية بقراءة المستقبل .
قراءة الافكار (كنمط تفكير سلبي):
حيث يتوقع الشخص أنه يستطيع التنبؤ بالسبب وراء كل سلوك للآخرين، وكأنه يستطيع معرفة ما يفكر به الأخرون، ويثق تماما بنفسه بأنه يعرف بوضوح ما يفكر به الشخص الآخر ودائماً يقدر أن تفكير الشخص الآخر غير كفؤ، أو أن الآخرين لا يحبونه، أو لا يقدرونه.
قراءة المستقبل (كنمط تفكير سلبيد)
هو توقع أن الأشياء السيئة ستحدث، مع الشعور القوي بأن هذا التنبؤ حقيقي، أي أن الشخص يتصرف و كأنه يستطيع معرفة ما سيحدث في بعض المواقف المستقبلية.
للمغناطيس قطبين إما سالب أو موجب، ولكن هذا لا ينطبق على الواقع الفعلي للحياة، فالتفكير بأي أمر بأنه إما سلبي أو ايجابي، يجعل التفكير حدي، كالقائل (إذا لم تكن معي فأنت ضدي)، فقد لا يكون الأمر لصالح الشخص لكنه ليس ضده أيضاً، وأحداث الحياة لا يمكن النظر إليها بأنها أبيض أو أسود، ولكن هنالك مناطق رمادية ايضاً.
وأنماط التفكير سالفة الذكر، موجودة لدى كل إنسان منا، لكن ما يختلف هو درجة وشدة الاعتماد على هذه الأنماط، إضافة الى درجة مساهمة هذه الأنماط في جعل الإنسان متصلباً ومتشدداً، دون ليونة أو فهم صحيح، و الأهم أنها تكون مزاجية وغير مبنية على أسس صحيحة، أو معطيات موثوقة.
فالإنسان عبارة عن متلقي نشط، ومتفاعل، يتأثر بكل ما يدور حوله، فتارة يجعل من أمامه نموذجاً، وتارة يقلد بعض السلوكيات، وتارة يرفض أخرى، وكل ذلك يكون بحسب عمر الإنسان، وعلمه، ومكانته الاجتماعية، أو العلمية، أو طريقته في التفكير و الحكم على الأمور.
يرجى مراجعة الجمل التالية، وتحديد ما هو نمط التفكير، ولماذا؟؟
تابع أنماط التفكير
دمتم بخير
الكاتب
د. يوسف مسلمالمدقق
إسراء شحادةد. يوسف مسلم؛ اختصاصي العلاج السلوكي والنفسي
اعرف إن كنت تفكر بهذا النمط.
كيف أنقذ شخصا يعاني من الاضطراب؟ تابع معنا الجزء ا...
الجزء الثاني من أنواع الاضطراب لدى الإنسان.
كيف يؤثر علينا الانتقاء السلبي ما طريقة التعامل مع...
الجميع يحرص على حماية أطفاله من الأمراض، لكن كم نص...
لا يمكننا الاستغناء عن النوم، تعرف على فوائده للجه...
اقرأ حول دور النوع الجنسي في خطر الإصابة ببعض الأم...
الشخير مشكلة صحية قد تكون خطيرة ودليل على انقطاع ا...