انقطاع التنفس أثناء النوم هو اضطراب يؤثر على جودة النوم والتنفس. أشارت الدراسات باستخدام التحليل الشبكي متعدد الطبقات إلى أن الأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، لديهم تغيرات في المادة البيضاء والرمادية في الدماغ مقارنة مع الأفراد السليمين. تعرف على التفاصيل في هذا المقال.

محتوى المقال

تأثير انقطاع التنفس على بنية ووظيفة الدماغ

دراسات جديدة  أجريت على المرضى الذين يعانون انقطاع التنفس أثناء النوم، ونشرت الدراسة بشهر مايو لعام 2024، كان الهدف من الدراسة فحص الشبكات العصبية في المادة البيضاء والرمادية في الدماغ للأشخاص المصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، باستخدام تحليل شبكي متعدد الطبقات.

الفرق بين المادة البيضاء والرمادية

المادة البيضاء

تتكون المادة البيضاء بشكل أساسي من ألياف عصبية مغمورة بمادة بروتينية دهنية تسمى الميالين، والتي تساعد على تسريع نقل الإشارات العصبية.

توجد المادة البيضاء تحت القشرة المخية، وتشكل مناطق واسعة من الدماغ تقدر بنصفه، وتتضمن الألياف العصبية التي تربط بين مناطق مختلفة من الدماغ.

المهمة الرئيسية للمادة البيضاء هي تسهيل نقل الإشارات العصبية بين المناطق المختلفة في الدماغ مما يسمح بالتواصل السريع والفعال بين أجزاء الدماغ. كما أن المادة البيضاء تؤدي دورًا في التنسيق بين الوظائف الحسية والحركية.

المادة الرمادية

تتكون بشكل أساسي من أجسام الخلايا العصبية، وبعض الألياف العصبية غير المغمورة.

توجد المادة الرمادية في القشرة المخية (الطبقة الخارجية من الدماغ)، ومناطق أخرى مثل المهاد والنوى القاعدية.

الوظيفية الرئيسية للمادة الرمادية هي معالجة المعلومات الحسية التي تتلقاها من الجسم، مثل الرؤية والسمع والشم واللمس. كما تؤدي المادة الرمادية دورًا في التحكم في الحركة من خلال القشرة الحركية، وتشارك في الوظائف الإدراكية المعقدة، مثل الذاكرة والتفكير، اتخاذ القرار، وحل المشكلات.

تأثير انقطاع التنفس أثناء النوم على المادة البيضاء والرمادية

أظهرت الدراسات وجود تغيرات في الشبكات العصبية للمادة البيضاء في الدماغ، مما أثر على الاتصال بين مناطق الدماغ. وأن الأشخاص المصابين في انقطاع التنفس أثناء النوم لديهم تداخل أعلى في المادة الرمادية، هذه التغيرات أدت إلى التأثير في الإدراك والوظائف الحسية والحركية، مما يساهم في الأعراض النهارية مثل التعب والنعاس وضعف الأداء اليومي.

أهمية الفحص والتشخيص المبكر لانقطاع التنفس أثناء النوم

للفحص والتشخيص المبكر دور مهم في منع المضاعفات الصحية المرتبطة في انقطاع التنفس أثناء النوم، وفوائد أخرى مثل:

• تحسين جودة الحياة.
• تقليل المخاطر الصحية.
• توفير العلاج المناسب.
  • خطط علاج ميسرة أكثر.
  • زيادة فعالية العلاج.

الفحص والتقييم يشمل مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المختصون، منها:

التاريخ الطبي للمريض، والأعراض التي يعاني منها، مثل الشخير أو الاستيقاظ المفاجئ أو النعاس النهاري.

فحص النوم؛ لتحديد شدة انقطاع التنفس، عن طريق مراقبة نشاط الدماغ أثناء النوم، ومستويات الأكسجين في الدم، حركة العين، نشاط العضلات وأنماط النوم. يساعد هذا الفحص في تحديد عدد مرات انقطاع التنفس وشدته، وتأثيره على تشبع الأكسجين. قد يكون فحص النوم في المختبر وهو أكثر شمولًا وقد يكون فحص منزلي للأشخاص الذين يرغبون بالفحص المنزلي وهو أقل تكلفة.

العلاج والتدخل لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

بمجرد تشخيصك من قبل الطبيب المختص بحالتك، سيبدأ برسم خطة العلاج المناسبة والتي ستكون وفقًا للسبب الرئيسي لانقطاع التنفس أثناء النوم لديك، من طرق العلاج التي قد تتطلبها حالتك:

• تغيير نمط الحياة.
• استخدام الأجهزة الفموية التي توسع مجرى الهواء.
• استخدام جهاز ضغط المجرى الهوائي أثناء النوم، CPAP.
• الجراحة، وفقًا لهدف الطبيب إما توسعة مجرى الهواء بشد اللهاء وعضلة سقف الحلق، أو إزالة اللحميات واللوزتين المتضخمتين.
• العلاج بالليزر، التقنية الحديثة لتوسعة مجرى الهواء هي الليزر، عن طريق استخدام ترددات الضوء المناسبة لشد عضلة سقف الحلق.

كيف أعرف أني مصاب بانقطاع التنفس أثناء النوم؟

إذا كنت تعاني انقطاع التنفس أثناء النوم، فإنك ستشهد مجموعة من الأعراض الظاهرة، أهمها الاستيقاظ ليلًا مع الشعور بالاختناق، وقد يصاحبها الأعراض الأخرى، مثل:

• التعب النهاري.
• النعاس الدائم.
• الاستيقاظ المفاجئ مع رجفان الجسم.
• تقلب المزاج.
• صعوبة التركيز ومشاكل بالذاكرة.
• الشخير، وغالبًا ما يلاحظ شريك الغرفة ذلك.

ملخص المقال

تتركز التغيرات وتأثيرات انقطاع التنفس أثناء النوم في الشبكات العصبية للدماغ على التغيرات الحاصلة في المادة البيضاء والرمادية في الدماغ، مما يخل في وظائفهما، ويحد من القدرة الإدراكية والحسية في الدماغ. كما يساهم التدخل المبكر للتشخيص والعلاج في تحسين نوعية الحياة وتسريع فعالية العلاج، كما يمكن للطبيب تحديد نوع العلاج الأنسب لحالتك، وفقًا للسبب الرئيسي والأعراض التي تعاني منها.